مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الخميس، 30 مايو 2013

فضائل الجهاد و طهارة العقل ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الخامس ) ـ الجزءالاول .

الميمر الخامس ( 13 )

فضائل الجهاد و طهارة العقل




+ فضيلتان تحبسان و تجمعان كل الفضائل ،
   و منهما تقــــــوم و تكمـــــــــل كل سيرة العقــل ، 
   و منهما يقتنـــي الإنســـــــــــــان طهارة العقــل ،
   و همـــا اللتان يحتاج إليهما ترتيب سيرة السكون ، 
   و همــا : 
  الصــــلاة بلا فتور و لا طياشة ،
  و هــــدم لمح أفكار الآلام و مجاذبات الشياطين حالما تظهر ،
                 و يحــــس أنهــــــا قـــــد تحـــركت فــي القــــلب .

 
     هاتان الفضيلتان و هذان العملان اللذان بهما ،
 تنجمع و تنحصر سائر أعمال الفكر و فضائل النفس جميعها ،

 تولّدان موهبتين و عطيتين روحانيتين ، محدودة بهما جميع المواهب الإلهية ،

 و محصورة فيهما جميع عطــــايا الــــــــــروح ؛ 
    لأنهما لا يُعملان بالجسد، و لا يُفلَّحان بالنفس ، 
    بل إنما يحظى بهما الإنسان إنعاماً بقوة الروح القدس ، و همــــــــا :
 حركة روحانية 
                 تحرِّك بلا فتور حركات النفس بحــــرارة حب الله الكامل ،
 و نظرة نــــور 
               مجد ربنا  يســـوع المســــيح باستعلان الـــروح القدس .

+ إن كنت ، يا أخي ، تحب تدبير السكون ،
   و ينـــــــــــــــــير عقــــــلك ، 
   و تتلطف حركات نفســــــك ،
   و تـــدق لتتفرس في حركات الآلام المنتبهة فيك من تذكــار خطاياك القديمة ،
   و لترصد ما يأتي عليك من مجاذبات الشياطين التي تُسمى أفكاراً شـيطانية ،
   حسب قول الأب إشعياء و مار أوغريـس ،
    تلك التي ليــس لها عليــك ســــلطان ،
   إلا لكـــــي تذكِّــــــــرك بالخطيــــــــــة ،
   و تخضِعك بمجاذباتهــا للتنــازل معهـــا ،
      
إما بذكر امــرأة بســماجة الشــــــهوة ،
   أو بتذكر أخاً أحـــزنك، مع بقيـــة الآلام ؛
   فتعلَّم كيف يكون القتال والجهاد معهم؛
                             لأنه ليس في سائر المعارف كمثل أن يفهم الإنسان آلامه ،
                              و يقاتل معهــــــا و يســـــــتعبدها لســـــــــــــيادة إرادته .

   فمن هذا المصاف يقتني الإنسان سريعاً نقاوة القلب و ينظر الله .

 + اقرأ و افهــــــــــم و اعــرف ما هي طهـــــارة العقــل ؟ ،
        و مما تُقتنى , و ما هي الآلام , و ما الذي يولد منها ،
        و بأي أعمال , و بأي جهــــــاد يغلبهـــــا الإنســــان ؛
    لكي تقهر كل قتال في وقته ، إلى أن يُعطى لك الإفـــــــــراز الروحـــــــــاني ،

   الذي به تقدر أن تفـــرز بدقة ، بلا ضلالة ، مجاذبات الشياطين من أفكار الآلام .

  و اعلم أنه ما دمت  :
                         متيقظــاً حريصــــــــــــــــــاً في صــــــــــــــــــــلواتك ،
                       و مجتهداً في تكميل قوانينك في السكون بلا طياشــة ،

  إن تحـــــــــرَّكت فيـــــك الأفكــار الرديئــــــة ،
  فاعرف بالحقيقة أنها ليست هي أفكار آلامك ،
  بــــــل هـــــــي مجـــاذبات الشـــــــــياطين .

  لأن أفكـــــــار الآلام
                              التي من العادات القديمة لا تتحرك في الإنسان ،
                              طالما كان متيقظـــاً في عمـــــــله الروحـــــاني ،
  و إن هي تحـــركت :
                             فســــــــــرعان ما تضمحــــــــــــــــــــــــــــل 
                           لأجل حـــــرصه في عمـــله و بغضتـــــه لهــــا.

  أما مجاذبات أفكار الشياطين ،
                          فإذا كان الإنسان متيقظاً مجتهــداً في عمــــــل الـــــــــبر ،

                          و خدمـــــــــــــــة المزامـــــــــــير ، و صـلاة أبانا السمائي ،

                           و كلام التلاوة التي يرتبها من ذاته ، و يصلي بها بغير فتــور ،
 إن أكــــــــل أو شــــــــــرب أو جلــــــــس أو مشـــــــــى ،
 هذه الأعمال و الصلوات تحرك الشـــياطين بالحسـد عليـه :
 لأنهــــــــــم يخــــافون لئـــلا يقتني قبالهم ســـــــــــلاحاً ،
 و لأجل هذا فهم على الدوام يُظهِرون له مجاذباتهم متواتراً ،
 و يحرِّكـــون فيه الأفكـــار , لعله يميل إليها و يتهـاون بعمله .


   لأن هذه الثلاثة أشياء التي هي :
  خدمـــــــة المزامــــــــير ، 
و صـــــــلاة أبانا السمائي ،
و صــــــلاة التلاوة التي يركِّبها الإنسان ،
و يطلب بها الرحمة و العون و الخلاص  ،
هذه الثلاثة أنواع من الصــــــــلاة هي

كمثل ثلاثة سهام تطعن الشياطين و تقتلهم .

    أما إذا كــــــــــــنت طائشــاً بالأفكــــار ،
                             و متهــــــــــــــــاوناً في تكميل خدمة الأوقات و قوانين السكون ،
   فـــــــــــــــــــــإن أفكـــــــــــــار الآلام تتحــــرك في قلبـــــك  ،
و تضغطــك أكثر من مجاذبات الشياطين .


+ و مع معرفة الآلام والجهاد مع مجاذبات الشياطين و هدم أفكار الخطية ،
    و اعتنائك بنقاوة القلب و حرارة الضمير ، تعلَّم بالأكثر ،
    بمحبــــة زائدة و أعمــال مفرزة بالعقل ،
    الصلاة التي بلا فتـــور و لا طياشــــــة ،
   لأن بها محــــدودة كــــل سيرة العقل التي تطلبها شريعة الســـــكون ،
   التي هي كما قلنا :

   الصلاة التي بلا فتور و هدم الأفكار .

   فلا ينبغي أن :
   يتنعم الإنسان أبداً بإرادته،بانحلاله وتنازله مع الخطية بأفكاره ،
  
    و لو كــــان من اضطرار الجهـــاد وصعوبة العنــاد ،
   بل يقتنـــــي للخطيــــة بغضـــــة شـــــــديدة ، 
  لكي يحــلو له تدبير السكون ، و لا يتعبه الضجر .

+ و إن كنت تقتني هذين الأمرين ،
   أعني الصـــــــــــلاة التي بلا فتور و لا طياشة ،
         و طهارة الأفكار ،
   فأنت تحظى بجميع ســـــــــــيرة العقـــــــل .

     و لكن أولاً أَتْعِب جسدك و نفسك وقتاً معلوماً بالصلوات التي بلا فتـور ،
   و لو أن يطيش فكرك ، فبعد هـذا تؤهَّــــــــــل للصلاة التي بلا طياشة .

   لأنـــه إن :
                لم تتعــــــب جســـــدك حسب قــوتك ،
                و تفنــــــــي نفســـــك كــــل وقـــــت ،
                و في كل مكــان و كــل فعـــل وحـــال ،
                و لو أن فكرك يطيش لأنك بعد مبتــدئٌ ،
                فلن تُعطى لك الصلاة التي بلا طياشة .

   و إن لـم : 
                 تعوِّد نفســك أن تهدم أفكار الآلام و الشياطين ،
               فلن يُعطى لك جمع العقل من الأفكار الطائشة .

   لأن بهاتين الفضيلتين (أي الصلاة بلا فتور و طهارة الأفكار ) ،
                               ينحصر و يُحدُّ جميــع تدبــير الضمـير ،
                               و هما مرتبطتان الواحــــدة بالأخـرى ، 
                              و مركبتـــــــان و متحــــــدتان معـــاً .
   و كمــــا أن :
                 طبع الجسد شيء، و طبيعة النفس شيء آخــــر ،
               و لأجل اتحـــادهما معــاً صــارا طبيعـــة واحــــــدة ،
               و من دون اتحادهما لا يكمــــــل لهمـــــا فعــــــــل ؛ 
   هكذا أيضاً :
              إذ الصــــلاة شـــيء و طهــارة الأفكـــار شـيء آخر ،

             و لأجل اتحادهما و اشــــتراكهما همــــا الاثنــــــين ،

             يقـام منهما تدبير (واحد) يسميه آباؤنـا سيرة العقل ،

             فإن كل واحدة منهما محتاجـــة لتكميل الأخــــــرى ، 
  حسب قول القديس مرقس :
  « إن النية الصالحة بالصلاة توجد ، هكذا أيضاً الصلاة بالنية الطاهرة توجد » .



 الذهــــاب الى :