مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

السبت، 15 يونيو 2013

البعد عن راحة الجسد ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 21 )


البعد عن راحة الجسد

+ كثيرون من أجل أمل الراحة الجسدانية :
                                                         خيبوا أنفسهم من غنـــىً عظيمٍ ,
                                                        و مــــــــــــن خــــــــــــــيرٍ كــــثير . 

حــتى و لا الذين هم في العالم يتصرفون في أمـــــور جسدانية يبلغون مقاصدهم ،
إن لم  يقطعـــــــوا على ذواتهــــــــــــــم أن يقاسوا المصاعب .

فكثيرون يتخلفون عن طريق ملكوت السموات
                                                             من أجل انتظار راحة قريبـــة . 

و كل أحد يعـــرف أنه حتـــى الطـــير بأمــــــل الراحــــة يدنـــو من الفــــخ ؛ 

و كم من وقت يسأل الإنسان ، عندما يريد أن يبدأ بعمل ما من أجل الرب ، 
إن كان فيه راحة وإن كان يســـــهل المســـــير فيه بلا عنـــــاء و لا تعــب ، 
و لا يكون فيه شيء يضغط الجسد ! 

ماذا تقول أيها الإنسان :
                             الذي تريد أن تصعد إلى ملكــوت الســــــــماء ، 
                             و تنــــــال تـــــــــــــلك الحيـــــاة الروحـــــانية ، 
                             و تلــــــك الســـعادة و الخلطـة مع الملائكـــة ، 
                             أتســـــال إن كان في الطريق تعب و صعوبة ؟!

يا للعجــــــــــب ،
                       إن الذين يشتهون أمور هذا العالم و غناه و ســــلطانه ،
                       يجســــــــــــــرون  على أمـــــــــواج البحــــــــــــــــر ،
و يسلكون الطرق المخوفة في أسفار مديــــدة ممــلوءة أتعاباً و ضيقات ،
و يصبرون عليهــــا جميعهـــا و مـــا يفكـرون إن كان فيها عنـــاء و تعـب ، 
و نحن في كل موضع نسأل عن الراحة !

  + اهتمام الأفعال يكدر النفس ، 
                                         و مجــــاذبات الأعمال تســـجس العقـــل ،
                                         و تخرجــه من هدوئه و تطرد منه السلام .

      فينبغـــــــــي للمتوحــــــد :
                                          أن يكون بــــلا هـم في فكره على الدوام ، 
                                         لكي يتلو في ناموس الرب ليـــلاً و نهـــاراً ،
                                         من غــــــير انجــــــــذاب ( لأي شــيء ) .





التدبير الروحاني ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 22 )


التدبــــــير الروحــــــاني

+ التدبير الروحاني هو :
                                الدهش بالسر الذي لا يتعلمه أحد ،

لا من الناس و لا من الملائكة ، 
                                   بل يظهر في النفس من الروح القدس بتكميل و صايا ربنا .

ضرورة التجارب ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 23 )


ضــــرورة التجــــــارب 

+ لا تظن أن : 
                   الله يدبرك في هذا العالم بغير تجــارب ،
   و بالأكـــثر إذا كـنت محبــــاً لله و لمـــــا يخصـــــــه .
   و إن عرض لك هذا الفــكر فـــلا تثق به و لا تصدقه ؛

معنى التوحد ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 24 )


     
معــــنى التوحــــد


  +                  السكون هو :
 مبطـــــــل و مبدِّد الآلام الوحشــية ،
و ممــــيت للتذكـــارات الباطــــــلة ،
 و مجــــــدد للعقــــــل العمّــــــــال ،

إذا قُــرن معــــه هـــذان الأمـــران :
نقص الغذاء ؛ و هذيذ العقل على الدوام بأسرار العالم الجديد ؛
  و ربـــــط الضمـــــير بذكــــــر الله بغــــير انقطــــاع ،
  و إن انقطع نربطه عاجلاً كما علَّمنا الآباء و أفهمونا .

 فإن صحّ هذان الأمران فإنهمـــا يقومـــان معنــــا ،
 و يصبحان لنا مثــل اليــــد اليمـــين و الشــــمال ،
 و بمعونة ربنا بسهولة ندوس على رقبــة الأعداء .

+ إن كنه السكون يدل على معنى فعـــــله ،
أي الهدوء و عدم السجس وعدم الاضطراب .

  و لا ينبغي أن نتخذ الهدوء بجزء واحد فقط من أجزاء إنساننا ،
  و نتــــرك بقيـــة الأجـــــزاء في المجـــــاذبات و الالتفاتـــات ،
 بل نهــــــــــدئ جميـــــــع أجـــــزاء النفــــس و الجـــــسد .

و مثلمــــا نهــــدِّئ الجســــد ونســــكته بالحبس داخل القلاية ،
هكذا نكون بلا سجس في الأفعال البرانية التي تكمل بالجسد .

و كمـــا نمنـــع جســـدنا من أن يضطـــرب بغــــــير الواجــــــب ،
كذلك أيضاً نجمـــع عقلنا من الهـــم و الهــذيذ بالجســـدانيات ،
 و من الملامة و الحقد على القريب، و نسمِّره دائماً بالصليب .
و نحرسه حتى لا ينحل وينزل من هناك .

 فإن داومنا على هذا بلا ضجر ،
و بالرجاء يوماً بعد يوم نصوِّب إليه كل غرض تدبير سيرتنا ،
فإننا لسنا نتعب زماناً كثيراً في التجارب ،
 لأننا بذلك نُخضع الحواس و نقمع جميع لذاتها المتعبة التي تضطر عقلنــا ،
 أن يكون تحت الخضوع لها، و تجتذبه و تحطه من القيام في بلـــده بهدوء ،
و تشغله بتحريش (أي بإغراء) الآلام الباطلة و أنواع الشهوات .

+ حبس الجسد و العمل داخل القلاية ،
يقمع الجسد من الآلام اللحمية ،
 أما الحواس فما يقدر أن يقمعها تماماً من الطموح ،
إن لم يكن للقلب عمل خفي ،
الذي هو بلد السكون وبيت راحة وهدوء الحق بتحقيق .

و كما نعتني أن نربط الجسد بالحبس ،
فلنحرص أيضاً أن نكون في الحبس بلا سجس ،
و نضبط حواسنا من الطموح في الأفعال التي تشتت الفكر و تجعله يطيش ،
 و ذلك لكي نتمكن من حبس فكرنا داخل قلبنا بذكر ربنا و بنظرة مجده .

و إن كانت هذه ليست لنا ،
فإن الرجل يسلك بالصورة ، و كالبخار يتشتت ،
    و كمثل مـــا يذوب الشمع قدام قوة النار ،
        هكــــــــذا ينحــل قدام الأفكــار والآلام ،