مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الاثنين، 17 يوليو 2017

الميمر العاشر ( كامل ) ــ ميامر مار اسحق ـ الجزء الثالث

الميمر العاشر


المراتب التي ينجح بها الإنسان ثلاثة :
الأولى : مرتبة المبتدئين والثانية المتوســــطين والثالثة الكامـــــــــــلين .
         الــــذي في المرتبة الأولى فـــــــــــرغم أن عقله يميل إلى الخير ،
          إلا أن أفكــــــاره تتحـــرك بالشهوات .



أما المرتبة الثانية : فهــــى متوسطة ما بــين الشــــــــهوات والروحانيــــــــــــــــــــــة ،
                        وفيها تتحرك الأفكارالتي من اليمــــين ، ومن اليسار على السواء ،
لذا يصدر عنه الظلام والنور فــــــي آن واحـــــــــــــــــــد .
وإن توقف  قليلاً عن الهذيــذ فــــــي الكتـــــــب الإلهيـــــة ،
فهـــو عتيد أن يجتــــــــــذب إلــــــى  الشـــــــــــــــــهوات ،
فتــلك الكتب تجعله يلتهــــب قـــــــدر احتمـــــــــــــــــــــاله ،
كتنور نحو هــدفه الحقيـــقي ويحفظ مــــن الخـــــــــــــارج ،
وهذا  يولد الحفظ من الداخل كمــــــا يصون عمله  الخـفي .


فيجـــــــب أن يغـــــــــــــذي حرارته الطبيعية بمطالعة الكتب الإلهية ،
            ولا يكــــف عــــن البحـث والتفتيــــــــــــش فيهـــــــــــــا ،
           وبما تطبعـــه فيــه قــراءة الكتب الإلهيــــة تتغذي أفكاره ،
فيضبطها لئلا تميـــــــــــــل إلــــــــى اليسـار ،
وتتلقى زرعاً خادعــــــاً بخيـــــــــالات مـــن الشــــــــــياطين تبــدو كأنها حقيقية ،
          وإذا حفظ نفسه بشوق وطلب مـــن الله وبصــــلوات حزينة وطول صبر ،
فعندمـــــــــا  يشـــاء الله يجـــــــــــود عليـه بملتمســـــــــه ،
ويفتــــــــح أمامـــه الباب لاســـــــيما مـــن أجل تواضـــعه ،
لأن الأسرار لا تنكشــــــــــــــــــــــــف إلا    لمتضعى القـلب .


وإن هــــــو مات على هـــذا الرجـــاء ولـــم يعاين تلك الأرض عن قـــرب ،
فعلى ما أظن أن ميراثـــه يكـــون مع الأبرار السابقين الذين كانوا يأملون
                 إدراك الكمــــــــــــال ، ولـــم يعاينـــــــــــــــــــــــــــــــــــوه ،
وذلك حسب قوم الرســـول إنهـــــــم برجاء صنعوا ما صنعوا كل أيامهم ،
                                             ثـــم رقـــــــدوا  ( عب 11: 1- 39 ) .
لأنه ما عسانا أن نقول :
إنسان فاته  الدخول لأرض الموعـد التي هى رتبة الكمال  -
أى إدراك الحقيقــة  إدراكاً واضحــاً بقدر قدرته الطبيعية  -
أتراه يُمنـــــــــــع من الدخـــــول ،
ويظل فى المنزلة الأخــــيرة مثـــــل من كانت كل رغباته تميل للجهة اليسرى ؟
وهل لأنه لم يبلـــغ كل الحــــــــــق  فهل يضم إلى جماعة المرتبة المنخفضة ،
والدرجة المنحطة التي لا تعلـــــــم هذه الأمــــــــور ، ولا تشــــــــــــــــتهيها ؟
بــــــــــــــــــــــل يليـــق به العــــلو إلى الفـــــــــــريق الأوســــــــــــــــــــــــط ،
لأنـــــــــــــــــه وإن كان ما شاهدها إلا كمـــــــــــــــــا بمـــــــــــــــــــــــــــرآة ،
إلا أنـــــــــــــه ترجـــــاها مــــــــن بعـد ،
وبســـــــــــبب هذا الرجاء يوضــع مع آبائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .


وإن كان لم يؤهل هنا للنعمـــــــة الكاملة ،
إلا أنــــه مـــــن أجل هذيذ فيهــــــا دائماً ،
           وتفكره إياهـــــا فى عقـــــــــله شـغف بهــــــــــــــــــــــــــــا ،
           وتمكن فى حيــــــــــــــــــــــاته مـــن إنتزاع الأفكار الخبيثــة ،
           ليخرج من العالم وقلبه مملوء  مـــن  هــــذا الرجـــــــــــــاء .


إذاً فالمتضع يكون على أحسن حـــــال ،
لأن  تصورات عقله الروحيـــة النابعــة مـــن فهم الكتب بشوق فى محبة الله ،
تكون حاجــــزاً عنـــد مداخــــل النفـــس مقابل الأفكـــــــــــــــار الغريبــــــــــة ،
     وتحفـــــــــــــــــــــظ العقــــــل ،
    وتصونه بذكر الخيرات العتيدة ( أى خيرات الدهر الآتى )
فـــــلا يتهـــــــــــــــــــــــــــاون ، ويركن إلى البطالة بسبب تذكر الأمور العالمية ،
التــي منها تبرد حرارة حركاته ، وتنقلب إلى الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهوات .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق