الفصل الثامن عشر : في الثبــــــــــات.
الثبات هو :بقاء الإنسان و استمراره في خطة معينه متقنة الدرس.
أما ثباتك في المســـــــيح فنعمـــــة من الله عظيمـــــاً.
و بالنهاية أعني :نهــاية الحيـــاة التي تتعــرض فيها لخطر السقوط .
و لذلك لا يصح دوماً القول :
إنك تحافظ على هذه النعمة ما دمت في قيد الحياة.
وأجـــزمُ بحـــــق قائـــــلاً:
إن سقطت في حياتك فلست بثابت إلي النهــــاية.
أحفظ جيداً كلام الإنجيل الموجز و أذكره دوماً:
(من يثبت إلي المنتهي يخلص ).
ما أكثر ما يجب عليك أن :
تخشي الانحراف و التطلع إلي الوراء حين تمتنع عن ترجيّ المكافآت السماوية
تميل إلي الخيور المنظورة الفانية بدافع من الشهوة.
تذكر إمرأة لوط: ها هي على الطـــريق و قد نجت من ســــدوم ،
و لما تطلعت إلي الوراء بقيت في مكانها تمثالاً من الملح يملحك.
كانت لك مثالاً لكي تسيطر على قلبك و لا تتوقف كالأحمق في الطريق.
أنظــــــــر إلي من يقف و تجاوزه ،
و أنظـــــــــر إلي من يتطلع إلي الوراء و تابع سيرك إلي الإمام.
تطلّع إلي قائدك ، لا إلي الوراء . إلي الطريق الذي أخرجــــك منــه.
قائدك أمامك ، و الطريق الذي خرجت منه وراءك.
أحبّه لك قائداً ،لئلا يرذلك متى نظرتَ إلي الوراء.
إنسَ ما وراءك ، إنسَ حياتك السالفة الشريرة و أنبسط غلي ما قدامك.
لا تتطلع إلي الوراء ولا تتوقف ملتذاً بما مضي
و لا تمــــــــــــــــلُ عما أمامك إلي ما وراءك :
أسرع لكي تصل أسرع و بشوق أسرع لا تقل إنك تصل في هذه الحياة.
إن ظننت نفسك كاملاً انخدعـــــــت و ضــــــــللت و فصــــــلتْ :
لا يسعك أن تكون كاملاً على هذه الأرض.
إن ظننت نفسك قادراً على بلوغ الكمال هنا ، أقمت في مكان عال و سقطت.
كن متواضعاً :فإنك إن سرت في مكان وضيع و صلت إلي الأعالي.
لقد جعل المسيح الوديع نفسه طريقاً لك: تواضع و لا تيأس من الوصول.
لا تبتعد عن حــــــــــرارة الــــــــروح و نـــــــور الحقيقـــــة.
الآن تسمع صوت المسيح أما حينذاك فستراه وجهاً لوجه.
لا ترضَ نفسك و لا تجدف على الآخرين.
سرْ على هذا النحو في طريق الله:
إياك أن تحسد السائرين و تشتم المتخاذلين
حتى يتحقق آنذاك ما وعدك به المسيح في الإنجيل:
(و أنا أقيمه في اليوم الأخير).
و لم كثرة الكـــــلام؟ أظــــــن بأن ما قلتــــه كاف:
ثبات الإنسان في الرب حتى النهاية عطية من الله.
لست أتردد في أن أقول إن :
من لم ينل هذه العطية باطلاً يملك
و لو ملك الكثير سواها من الخيرات.
فلنصل أيها الحبيب :
فلنصل حتى يعطي إله النعمة أعداءنا و لا سيما أخوتنا و أصدقاءنا ،
أن يدركــــــــوا و يعترفـــــــــــوا بأن الخــــــــلاص لا يتـــــــم لأحـــــد.
بمعزل عن نعمة الله ، بعد الخسارة الهائلة التي منينا بها . وإنها لخسارة لا تعوض باستحقاق ممّن يأخذون بل وهي هبة حقيقية تعطي بالمجان دون اعتبار أي استحقاق سابق لها.
++ عواطف و صلوات ++
ربّ ، سوف أخــــلص بكل تأكيد ، إن ثبتــــت حتى النهـــاية ،
بيد أن الثبات خاص بالفضيلة دون سواها استحقاقاً للخلاص:
أنت قـــوّة خلاصــي و أنتَ تجعلني أثبت حتى أنال الخـلاص.
ربّ ، يا قوة خلاصي ، و كيف أرجـو بأنك قـــــوة خـــــلاصي؟
أرجو لأنك حميتني في يوم المعـــركة.
حتى الآن ، لا أزال أحارب في الخارج ضد خيـــــور كاذبـــــة ،
و في الداخل ضد شــــــــــهواتي ،
لأني أري في أعضائي سنة أخري تخالف سنة ضمــــيري
و تأسرني تحت ســـــنة الخطيـــــة التي في أعضـــــائي.
أنا إنسان شقي فمن يخلصني من جسد المـــوت هـــذا؟
(أنت تخلصني ربّ ، بواسطة نعمتك بابنك ربنا يسوع المسيح).
و بالتالي ، فبينما أجاهد في هذه الحرب أتوكل على نعمتك:
و لما أني بدأت أصير حاراً و جافاً فقد وجدت ظلاً أعيش فيه.
هاءنذا أيها الرب يسوع،
يا من تقول لي:
لا تتراجع في الطريق الضّيق لقد مررت فيه قبــلك ،
أنا هو الطريق أنا أقــــود وبي أقـــود و إليّ أقــــود.
مهما صنع بي العدو فلن أخاف لأنّ لي عوناً قديراً.
أنت رجائي : فلن أخــــــــزي إلي الأبـــــــــــــد.
أنت صـبري: صبري أنت لأنك رجائي منذ صباي.
طالما أنا بالجسد :
فأني مسافر بعيداً عنك و بالإيمــــــان أســـير لا بالمشـــــــــاهدة.
ســـــــوف يأتـــي زمــن أري فيـــــــه ما كنــــت أؤمـــن به ولا أراه.
آنذاك أري ما أؤمــــن به و أفرح بالحقيقـــــة التي أرجــــــــوها الآن.
الآن أبكي و أسرع نحو الحمى طلباً للخلاص:
الآن أطلب طبيبــــــــــــــــــــــاً لمرضـــــــــي.
الآن أفرح بالرجاء لأنك صادق في وعدك
و لكــــن بما أني لم أحصل حتى الآن على شيء فأني أتوق إليه متنهداً.
ســــاعدني عــــــلى أن أثبـــــت فـــــي شـــــــوقي ،
حتى يتم وعدك فينقضي كل حزن و يعقبه كل تسبيح.
XXXX
XX
X
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق