مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الاثنين، 17 يوليو 2017

( 19 ) التنكر للمواهب الإلهية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع ) الجزء الثالث

الميمر الرابع ( 19 )


التنكر للمواهب الإلهية :
كثيرة هي مواهب الله للبــــــــــشر ، ومتعددة الجوانـــــــب بل فيها فــــــرق وأنـــواع شــــــتى ،
     وهي وإن كانت جميعها عجيبة ، لكـــــن منها  الكبــير ومنها الصغير ، وهى تزيد وتنقص ،


وهناك موهبة ترجـح على موهبة في  المجد والكرامة ،
        ودرجة أرفــــع من درجة حسب قـــول  الكتـاب ،
       وأنهــا لواحـــدة من المواهــــــــــــب الكـــــبرى ،
                          أن يكرس الإنســــان نفســـــــه ،
      لفعل الصــــلاح وخدمـــــــــــــــــــة اللـــــــــــه .


كثيرون ضلوا عن معرفة أن هنــــاك فرقــــــــاً بينهم ، وبين بقية الناس ،
       إذ أهلوا من الله ليكونوا مستحقين لهذه الموهبة ولخدمـــــة الرب .


ولكنهم عوضاً عن الشـــــــــــــــــكر الجزيل والاعــــــــــــــتراف ،
       الذي كــــان ينبغـــي أن يكـون عــلى الدوام فى أفواههــم  ،
                     فإنهــــم مالـــــــــوا إلـــى الافتخـــــــــــــــــــار  ،
وزاغـــــت أفكارهم بالكبريـــاء ( كأن هــذه النعمة هى منهـــــم ) ،
وليســـــت مــــــــــن اللــــــــــــــــــه الــذي أهلهم ليفــوزوا بها  ،
وليخدموه بالســــيرة الطــــــــــــــاهرة ،
والأعمال الروحانيــة معترفين بجميـله ،
( بل يفكـــــرون ) أنهم المحسنين إليه ،
وكأنهــــــم أشرف مــن بقية النـــاس ،
ولهــــــذا صـاروا مــن خاصـتــــــــه ،
ويعرفون أسـراره .


ولا ترتعب نفوسهم عندما يفكـــرون هكــــــــذا ،
وينظرون غــــيرهم ممن ألمت بهم هذه الأفكار ،
وكيف أخذت منهم القوة التي كانت تحفظهــــم ،


وفي لمح البـصر ســــــــــــــــــــقطوا مــن كرامتهـــــــــــــم ،
وزلــــــــــــــوا ف الفسق ، ورجعوا إلــى الأعمال  القبيحة ،
والتصـــــرفات البهيميـــة لأنهـــــــم لــــم  يخـتبروا قوتهـم ،
ولــــــــــــــــم يعترفـــــــوا ويذكــروا بــلا فتــــــــــــــــــور ،
الـــــــــــــــذي أهلهـــــــــــــــــــــــم لهذه الكرامــــــــــــــة ،
أي أن يكونوا خدامــــــــــــــــــــاً له فــي جــــــــــلال ملكه .


وأنـــه جعلهـــــم خلاناً للروحــــــــــــــــــــــــــانيين ،
     وأدنـــــــاهم مــن سيرة الملائكــة القديســــين ،
فلهذا نبذهــــــــم مــن خدمتـــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
                    فـــي الوقت الذي فيه تغير فكرهم .


لأن ثباتهم فى السيرة الحسنة ،
والصبر على ضغوط الطبيعة وشر الشـياطين ،
وبقيـة المصاعب والضيقـات لم يكن بقوتهــم ،
                                   بل بقوة عنايتـه ،
                                   وموهبتـــــــــه .


الأمــر الذي إذا سـمعه الناس لا يصدقونه لصـعوبتـــــه ،
وقـــد ثبتوا فيــه زمــــــــــاناً لأن القــــوة الملازمة لهم ،
كــان فيها  الكفايــــــــــــــــة للحفـــــــظ و التعضـــــيد ،
ولكن لجحـــــودهم هـــــــذه المعـــــرفة لم يغلبـــــــــوا ،
وتم  فيهم قول الكتاب :
لأجـــــل أنهم لم يستحسـنــــــــــــوا أن يبقـــــــــــــــــوا الله في معرفتهــــــــــــــم ،
أعــــني سيدهم الذى أهل التراب ، وأدنـــــــــــــــــــــــــــاه إلى خدمة الروحانيين ،
أسلمهم الله للــــرأى الفاســــــــد ، ومكافأة ضلالتهم نالوها في أجســــــــــــادهم .
                                                                                                 ( رو 28:1 ) .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق