مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الاثنين، 17 يوليو 2017

التجارب تحفظ من التكبر ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثاني) الجزء الثالث

الميمر الثاني ( 11 )


التجــــــــــــارب :
إذا مرضت فقل :  طوبى لمـــــــن هــــو أهـــــــل للتجـــــــــــــربة ،
                      التي تقع عليه حسب قصد الله وغرضــــــــــــه .
                      فهذه الأمــــور تـــــــــــــورث الحيــــــــــــــــاة ،
                      لأن الله إنما يجلب الأمراض لأجل صحة النفس .


قال أحد القديسين : إذا كان راهب لا يقـــدم للرب خدمـــة ترضيـــه ،
                                        ولا يجتهــد فــي خــلاص نفســــه ،
                                         بل يتكاسل فــي ممارسة الفضائل ،
فقد ثبت لى بالدليل الواضح أن الله لا محالة يسمح بوقوعه فى التجارب ،
                                     لئلا يميل إلى الشر بســــبب كثر تراخيــه .


فلهذا السبب يجلب الله التجارب والفشل على المتوحدين ( أي الرهبان ) الكسالى ،
                                                وذلك ليهذوا فيها دون الأمـــــور البــاطلة .


وهذا يفعله دائماً مع الذين يحبونه ليؤدبهم ويعطيهــــــــــم حكمــــــة ويعلم إرادته ،
                    ومتـــــى ســـــــــــــــألوه لا يسـتمع لهم سريعاً إلى أن يضعفـــوا ،
ويعلموا علماً لا يشوبه شك إن : ما حل بهم هو من أجل توانيهـــــم وكســــــــلهم ،
               لأنه مكتــــــــوب : حــين تبســــطون أيديكم  أســـــتر عيني عنكــــم ،
                                       وإن أكثرتـــــــم الصــلاة لا أســـمع ( أش 1 : 15 ) ،
وإن كان هذا قيل عن آخـــرين  إلا أنه سطر لأجل الذين يتخلفون عن طـــريق الله .


وإن سأل سائل قائلاً : إن الله تبارك اسمه كثير الرحمـــــــــة ،
                           فكيف لا يسمع منا إذا غشيتنا التجارب ،
                           بينما نحن نطرق ( الباب ) ونســــأله ؟
إن جواب هذا مستفاد من النبي القائل :
                             " إن يد الرب لم تقصر عــــن أن تخلــــــــــــص ،
                         ولم تثقـــــــل أذنـــــــه عــــن أن تســــــــــــــمع ،
                         بل آثامكــــم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكـــــم ،
                         وخطـــــاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع "
                                                                         ( أش 59 : 1 ، 2 ).
اذكـــــر الله دائمــــــــــــــــــــاً فى كل وقت ،
ليذكرك هو أيضاً إذاً ما وقعت فى الشـرور .

خلق الله طبيعتك قابلة للغواية ،
وتركك فى هذا العالم الذى فيه أسباب الغواية والتجارب الكثيرة المحـــــــزنة ،
والشرور ليســــــــــــت بعيدة عنــــــــــــك ، بــــل هـي تنبع من ذاتــــــــــــك ،
ومن تحت رجليك وفى الموضع الذى أنــــت ماثل فيــه إذا   مـا أراد الله ذلك .

وكمــــــــا أن الجفـــون قريبة من بعضها البعض ،
هكــــــــــــذا  التجارب قريبة منـــــــــــــــــــــــك ،
وقــــد قررها الله بحكمــــــــة لأجــــل منفعتـــــــك لكي تثـــابر على قــــرع بابـــــــه ،
وبالخوف من التجــــارب ينغرس ذكره في قلبــــك وتقـــــترب منــه بالتوســـــــلات ،
ويتقدس قلبك بمواصـــــــــــلة ذكـــــــــــــــــــره ، وتتضـــرع إليــه فيســـــــتمع لك ،
فتعلم أنه هو مخلصــــك وتحـــــس بخالقــــــــــك أنه المقــوي لــك ، والحافظ إيــاك ،
وهـــــــو قد خلق العالـــــــــمين ( أي الســــــماء والأرض ) مـــــن أجـــــــــــــــــلك .

أحداهما وقتى بمنزلة المعلم والمؤدب ،
والآخــــــــــر بمنزلة بيتــك الأبـــــدى .

إن الله جـــــل اسمه صنعك قابلاً للأهواء لئلا تشــــــــتهى الألوهيـــــــــــة ،
كما فعل الذى قبلك فأصبح شــــــــــيطاناً من أجل تشامخه فورث ما ورث .

وأيضاً لم يصنعك بغير ميـــول ،
                ولا غير متحـــرك لئلا تكون بمنزلة الطبائع ( الجماد ) التي لا روح لهــــــــــــــــا ،
فيكون خيرك بلا فائـــــــــــــدة ولا جزاء ، مثله مثل المآثر الطبيعية التي للحيوان غير الناطق .

إنه سهل على الكل أن يعرفـوا كـــــم من الفوائد ،
         كالشــــــكر والاتضاع تتولد من التجارب .

والجهاد فى عمل البر والانحـــــــــــــــــــــــــراف إلــــى الشـــــــرور ،
هما بحسب إرادتنــــا والكرامة والهوان الناجمان عنهما ينسبان إلينا ،

فالهــــــــوان نخــزى منــــــــــــه  ،
وأما الكرامة فلنكشر الرب عليهــا ،
             ونتــــزايد فى الفضيلة .

التجارب تحفظ من التكبر :
إن الله إنما يكثر هذه الأمور التـــــــــــي تؤدب وترشد حفظــاً لك من أن تنســــــاه ،
لأنك إذا ما تحررت منهــــا ، ولــــــــــم ينـــــــــــلك نصـــــــــيب من التجـــــــارب ،
                                  وصــــرت أعـــــــــــــــــــــــــــــــلى من كل خــــــوف ،
فإنــــــك تنحـــــرف عنـــــه وتتجـــــــه إلى هـــــــــــوة النفاق ،
                                 وتجــــذبك عقيدة تعـــدد الآلهـــــــــة كما ضل كثيرون .

هـــــــؤلاء الــــــذين  ــ  رغم كونهم ــ مثلك معرضين للشهوات ومحتــــــــاجين  ،
                                وكـــــــانت عليهــــــــــــــــــــــــــــــم كل هذه الأحـزان .

ولكن لأجل ما كان لهـــــــــم من سلطان حقير وقـتي ،
                                  وصحــــة الجسم الفانى ،
فإنهـــم لم يهبطوا إلى القول بآلهة كثــــــــيرة فقـط ،
بـــــــل تجاسروا بجهــــالة ودعوا ذواتهم آلهـــــه .

لهــــذا سمح البــــــــــــارى  أن تلم بك الضــوائق لئــــــــلا تنحرف عنه وتغضبه ،
                                   فيورد عليك العقوبة ويقصيك مــــــــن أمام وجهـــه .

وأنا أمســــك عن ذكر النفاق  وبقية التجاديف المتولدة من
صفاء العيش فى العــــــــــالم وزوال الخــــــــــــــــــــــوف .

فبالضوائق  والآلام يزداد ذكر الله فى قلبك  ،
لأن الخوف من المحزنات ينهضك إلـــــــى قــــرع باب تحننـــــــه ،
                                         وهـــــو يخلصــــــــك منهــــــــا ،
ويزرع فيك المحبــــــــة لــــــــه ،
وعندمـــــــا يوجــــد فيك  الحــب فهــــذا يقربك إلى كرامــة البنــوة ،
                                                 ويريك مقدار نعمه الغزيرة ،
                                                 وعنايتـــــه الدائمة بــــــك .
ثم بعـــد ذلك يجعلك تدرك قدس جلاله ،
والأسرار الخفيــة التي تعظم طبيعتــــه .

فمن أين كان لك أن تعرف هذه ( أى عنايته الدائمة بك )
إذا لم تواجهــــــــــــــــــــــــــك التجـــــــــــــــــــــارب ؟

ولذلك فإن محبة الله تتزايد في النفــس أعني من تفهـــــم إنعامــــه ،
ومن تكرار ذكر عنايتــه ، ورعايتـــــــــــــه المشــــــــــــــــــــكورة .
وهذه الفوائد الناتجـــــــة من التجارب هي بغرض أن تفهم وتشـكر .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق