مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

31- اكشف لي ذاتك ــ كتاب انطـلاق الروح

31- اكشف لي ذاتك ــ كتاب انطلاق الروح

لست أنا يارب الذي أذهب إليك ،
لأني لا أعرف طريقة الوصول جيــداً ، عقــلي قاصر، وروحي حبيســة ،
وأنا أيضـــــاً مربــوط إلي الجســـــد ، وهنــــاك أشـــياء كثيرة تعطيني :
منها شهواتي ورغباتي .. وأيضاً يارب لأني أحياناً أريد أن أتقرب إليك !!


ثم أني يـــــارب، مشـــغول عنــــك ! لدي اهتمـــامات كثـــــيرة تعطــلني ،
وأنا من فــــرط شـــقاوتي وجهلي لا انـــزع عني الاهتمـــامات الباطلـة ،
وغنما أزيد عليها في كل يوم شيئاً جديداً ..


فتعال أنت يارب إلي أكشف لأي ذاتي وافتقدني – كابن أو كعبد –
                   أنت يا من كلك محبـــة، بل أنت المحبـــــة كلها .


لســت أنا يارب الذي أبني لك بيتـاً في قلبي لتســكن فيه ،
لأنه { إن لم يبن الــرب البيت ، فباطلاً تعب البنـــاؤون }..
من أنا حتي أبني لك هيكلاً مقدساً يحل فيه روحك عندي؟
أنت يارب تبني أورشـــليم. فتعــــــــال ولا تنتظـــــــــرني ،
                                إذ قد يطول انتظارك ولا أجئ ..


ليس بجهدي يارب ، ولكن بمعونتك ،
ليس بقـــــــــــوتي ، لكـــن بنعمتــك .


أنـــا من ذاتي لا اسـتطيع أن أعـــرف، ولكن أنت تستطيع بمحبتك أن تكشف ذاتك لي .
وأنت لا تكشف لي ذاتك ، إن لم احبك، ولكن كيف أحبـــك إن لم تكشـــف لي ذاتــــــك .


أكشــــف ذاتـــــك لي حــــــــــتي ينمـــــو حــــبي لك ،
لأني كلما أري فيك شياً جديداً، يزداد حبي لك بالأكثر ،
                                     وتتوطد علاقتي بـــك ،
إذ كيف يمكن أن يحب الإنسان بمحبة حقيقية كلئنـــا
إن لم يعـــرفه ولم يره ومعلومــاته عنه غامضــة ؟!


فاكشف لي ذاتك إذن ،
لأن هذا هو المصدر الوحيد الذي أعرفك به معرفة حقيقية :
ليـــــــــس عن طــــــــريق النــــاس او الكـتـــــــــب ،
بل معرفة الذي رأينـــاه بأعيننـــا ولمســناه بأيدينــا ..
أننــــــــي لا اســــتطيع أن أعرفـــك معـــرفة كامــلة ،
عن طريق الكتب او عن طريق الناس الذين عرفوك ،
إذ أن هؤلاء أيضاً لا يستطيعون أن يعبروا عما رأوه فيك ،
من صفات لا ينطق بها،ولا يقوي لسان أن يتحدث عنهـا .


بل كل ما يســتطيعونه أنهم يشـــوقون الســـامع أو القـــارئ بقولــهم :
{ تعال وأنظر ما أطيب الرب } أما أن يوضحوا حقيقتك فليس بامكانهم!


ولكن ان كشف لي ذاتك يارب :
فكيف استطيع أن اري وجهك ؟
بينما بدون القداسـة لا يعــاين أحــد الرب ؟!
والقــــداسة امـــــــر ليــــس في امكــــــاني ،
فقد كثر الذين يحزنونني واعتزوا أكثر مني ،
وأنا ضعيف أمامهم جميعاً :
أمــــام العـــالم والجســــد والشـيطان ،
وأمام الرغبات والشهوات والأفكــــار .


كثــــيراً ما أسقط ، وكثـــــيراً مــــا ازل .
والقداسة حلم اشتهيه ولكن اين لي به !


فهـــــل معنــــي هـــذا أننـــي ســــوف لا اراك ؟
اعطني يارب نقاوة القلب التي بها أري وجهك .
انضـــح علي بزوفـــــــاك فأطـــــــــــــــــــــهر ،
أغسلني فأبيض أكثر من الثلـــــــــــــــــــــــج .



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق