مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الاثنين، 17 يوليو 2017

( 11 ) الرؤى والإعلانات والفرق بينهما ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع ) الجزء الثالث

الميمر الرابع  ( 11 )
الرؤى والإعلانات والفرق بينهما .
+ ســــؤال : ما أسباب الرؤى والإعلانات ( السمائية ) ، لماذا تتاح لقوم ،
                وآخـــــرون لا تأتيهـــم رغم أنهم يتعــــبون أكــــــــثر منهم ؟


+ جـــواب :  أسبابها كثيرة ، فمنها ما هو على ســــبيل الســــــــياســــــة ،
                                                                   والتدبير العــــــــــــام ،
                                    ومنها ما هو على ســـبيل التعــــــــــــــــــزية ،
                                   وتقوية الرجـــــــــــــــاء والتعليـــــــــــــــــــم ،
وهذه كلهـــــا إنمتتتـــا تعطي للبــــــــــشر من رحمة الله ،
وعلى الأكثر فإنهــــــا تعطي لثلاثة أنواع من البـشـــــر :
إمـا لقـــوم بســـــطاء أبرار ودعاء للغاية ،
وإما لقديســـــــــــــــين كامــــــــــــــــــلين .
وإما لقوم لهــم غـــــــــيرة متقـــدة نحــــــــو الله ،
فهجروا العالم  ورفضوه بالكليــــــــــــــــــــــــة ،
                   وابتعــدوا عن الســــكنى مـــع النـــاس ،
                   وخرجــوا مجرديـــــــــن وراء اللــــــه ،
                   لا يرجون معونـــة ممــا هــــو منظـور ،
                   وعندمـــا يغشاهم الجبن مـــن الانفراد ،
                   وتحــــدق بهم أخطار تقارب المـــوت بســــــبب الجـــــــــوع والمرض ،
                   أو غــــير ذلك من الضيقات والكوارث حتى أنهم يقتربـــون من اليأس ،
                   وقطـــــع الرجـــــــــــــــــاء وحينئــــذ تأتيهــــــم التعزيات .


أما غــــيرهم الذين لهم أعمــــــــــــــال أكــــــــــــــــثر  منهــــم
                       ولا ينالــــون شيئاً ( من المنــــاظر الإلهيــة )
سببه الأول الطهارة ، ولســت أعني طهـــــارة الضـــــــــــــمير .
وسببه الثاني هو أنه بمقدار ما يكون للإنسان عزاء بشـــــــرى ،
                أو مــــــــــــــن أى شــــــــــــــــــــــــيء مــــــادى ،
                فإن هذا العزاء أى المناظر ( الإلهية ) لا يعطى له ،
               إلا لأجل تدبير الجمــــاعة الــــــتي هي ( جمـــاعة )
                  المنفردين المبتدئين .


ولقــــــــــد أعلن أحد الآباء أنه توســـل وتضرع إلى الرب من أجل العزاء ( الإلهى ) ،
فســـــــمع : يكفيــــــــــــــــــــــــــــــــك عــــــزاء القـــرب من النــــــــــــــــــــــــاس .


آخــــــــــــر عندما كان منفرداً ، ويحيا حياة المتوحدين
             كان يتمتع كل ساعة بهذا العزاء من النعمــة .
ولكــــــــن لما قرب من العالم ، والتمـــــــس العـــــزاء ،
            فلم يجــــــده حســـــب مألـــــــوف عادتـــــه ،
فابتهل إلى الله ليدله على السبب قائلاً :
                      " ترى هل ابتعدت نعمتـــــك من أجل الأسقفية ؟
" فقيل لــــه :  " لا ، بل لما كنت فى البرية كان الله يهتم بك " .
لذلك نقــول : إنه لا يمكن أن يشترك العزاء الروحانى مع العزاء الجســـــــدانى ،
              وهو لا يعطى لأحد  من الناس إلا لحــــالة من الحالات السابق ذكرها .


+ ســــؤال : هــــــــــــل الرؤيـــا والإعـــــلان شيء واحــــــــــــــد ؟
               أو كمـــا أن لهما اســمان كـذلك همــــا مختلفــــــــــان ؟
+ جـــواب : يوجد فرق بينهمــا . لكـــــــــن كـــــل رؤيا هى إعلان ،
                                         وليــــــس كـــــل إعلان رؤيـــــــا .
لأن  الإعلان فــي الغالب إنما  يحدث خـلال الأمور المعلومة التي  يتذوقها العقل .
أما الرؤيـــا فهي نوع آخر إذ هى ( رؤية ) أشكال ورســـــــــــــــــــــــــــــــوم .
كما حـــدث مع القدماء فى الماضــــــــــى .
            وهي تكون إما خلال الاسـتغراق فـــي نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم ،
                         وإمــــــــــــــــــــــــــا فـــي يقظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
                                                  و تارة تكـــــون رؤيــــا حقيقيـــــة ،
                                                  وتارة كالخيـــــــــــــــــــــــــــــــــال .


وفى أغلب الأحيان
 فالناظر نفســـه لا يعرف أن ما شاهده كــان وهو مســــــتيقظ أم وهو نائم ،
                    وحتـــــى إذا ما رجع إلى ذاته لا يعرف حقيقة ما حـــــــدث .
وأحيــــــاناً يرمق صــــــورة ما ، ومرة ينظر وجهـــــــــــــــاً أمــــــــــــامه .


إن المنـــــــــاظر والأحــــــــاديث والأســـــــــئلة والأجوبـــــــــــة ،
                     والقوات المقدسة تظهـــــــــــر للمســـــــتحقين ،
                    وتكشـف الإعـــــــــلانات للذيـــن في القفــــــــار ،
                    والمنعزلين حيث يكون الإنســان في حاجة إليها ،
                    إذ ليس له فى المكان من يؤازره أو يعزيــــــــــه .


أما الإعلانات المدركة بالفهم والعقل بواسطة الطهــــــــــــــــــــــــــــارة
                فــــــلا يتقبلهـــــــــــــا ســــوى الكاملين أصحاب المعرفة .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق